اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات
" سد الفجوة في مجال التقييس"
بقلم الدكتور المهندس غازي الجبور
الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات
تحتفل دول العالم الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات في السابع عشر من شهر أيار الحالي بالذكرى السنوية الخمسين لليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، وجاء شعار هذا العام بعنوان "سد الفجوة في مجال التقييس" كدليل من اهتمام الاتحاد بموضوع التقييس لما له من أثر كبير ومؤثر على المعايير العالمية المستخدمة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وما ستؤول إليه من تسهيل لمسارات العمل المختلفة التي تعتمد على بنية تحتيىة أساسها وسائل التكنولوجيا المختلفة، ومن المؤكد أن التبسيط والتقليل من التعقيد في مجال التقييس هو أمر أساسي لتسهيل التبادل والتعاون بين البلدان المتقدمة منها والنامية على حد سواء، ولتحقيق أفضل النتائج في مجال العمل التقييسي لا بد من تكاتف الجهود بين كافة الأطراف المعنية من خلال الاتفاق على المعايير التي يجب اعتمادها بحيث تكون قابلة للتطبيق ومتوائمة مع التطورات التكنولوجية المتسارعة وبما يخدم المصلحة العامة من خلال المساهمة في توفير حياة مريحة ومرفهة للجميع.
حيث يهدف الاتحاد الدولي للاتصالات إلى وضع معايير دولية توفر قاعدة مشتركة للنمو والابتكار، وأن تكون عملية التقييس شاملة للجميع، حيث تخضع اجراءاته لمبدأ توافق الآراء والشفافية والتوازن والانفتاح، وتمكين التوصيل البيني وقابلية التشغيل البيني وتعزز وفورات الحجم وإتاحة النفاذ إلى الأسواق العالمية وتوفير قاعدة مشتركة للنمو والابتكار، ما يكسب هذه المعايير أهمية كبرى في تعزيز الثقة للاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولا بد من التأكيد على أن مشاركة البلدان النامية في عملية وضع المعايير الخاصة بالاتحاد وتمكين الخبراء المحليين في عملية التقييس على المستويات المحلية والإقليمية والدولية يساهم بسد الفجوة في مجال التقييس وتشجيع تنفيذ المعايير الدولية في كافة البلدان، فالتقييس في المحصلة يساهم في خدمة الانسانية كافة وتيسير التبادل التجاري وخفض التكاليف بالإضافة إلى اتاحة المجال أمام الشركات في البلدان النامية من النفاذ إلى الأسواق العالمية كما يمكن الجهات الفاعلة العالمية من النفاذ إلى الأسواق الناشئة، وهنا يبرز أهمية تيسير مشاركة الخبراء، ولا سيما الشباب منهم والنساء، في وضع المعايير على أن تشمل المعايير كذلك الوصول الى متطلبات الدول النامية سيما وأن معايير الاتحاد تتيح فوائد متبادلة للبلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، حيث تمكن المعايير الشركات في البلدان النامية من النفاذ الى الاسواق العالمية كما تمكن الجهات الفاعلة العالمية من النفاذ الى الأسواق الناشئة.
وبهذه المناسبة لا بد من تسليط الضوء على دور المواصفات القياسية في ظل الثورة الصناعية الرابعة ودورها بالانتقال الى عصر جديد من التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات ومنها الروبرتات والذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء وغيرها، وإننا مدعوون جميعاً الى التعاون من أجل صياغة فهم مشترك بين الجميع يسهم في تحقيق العداله والانصاف والشفافيه في الوصول الى خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال موائمة التشريعات الناظمة والمعايير الدولية الداعمة الهادفة الى خلق أرضية صلبة وبنية تحتية متينة قادرة على استيعاب كافة المتغيرات والتطورات الحاصلة في تقديم الخدمات على نحو متطور وفعّال.
وفي الختام لا يسعني بهذ المناسبة إلا أن أثني على الجهود التي تبذل من كافة الجهات الوطنية المعنية في مجال التقييس وانشطته المختلفة ولكل الداعمين للهيئة بكافة انشطتها.