image

كلمة الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات

المهندس بسام فاضل السرحان

بمناسبه اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات

" تمكين البلدان الأقل نموا من خلال تقنيات المعلومات والاتصالات "

___________________________________________________________________

 

تحتفل مختلفُ دول العالم في السابع عشر من شهر أيار من كل عام باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات في عام 1865.

وفي هذا اليوم يرسم الاتحاد الدولي للاتصالات تصوراً لدوره في السنوات القادمة والمتمثل في تمكين البلدان الأقل نموا من خلال تقنيات المعلومات والاتصالات، ورفع كفاءة النشاطات الأساسيّة التي تمسّ الحياة البشرية والارتقاء بمستوى جودتها ونوعيتها، وعلى نحو متساوٍ في جميع أنحاء العالم.

وتواجه معظم الدول الاقل نمواً صعوبات كبيرة في إتاحة الوصول إلى الانترنت عريض النطاق وبأسعار معقولة للجميع، فهناك عدد كبير من الناس لا يزالون بلا اتصال بالإنترنت، وتعيش نسبة كبيرة منهم في البلدان الأقل نموًا في العالم وتظل هذه الفجوة الرقمية واحدة من أهم العوائق التي تحول دون مستقبل آمن ومزدهر للبشرية.

فالتقسيم غير المتكافئ لفرص الوصول إلى شبكات المعلومات والمعرفة والمساهمة فيها، والاستفادة من القدرات المعززة للتنمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أحد أبرز اهتمامات العالم في الوقت الراهن. ويمثل الافتقار إلى الاتصال عالي السرعة بالإنترنت في البلدان الأقل نمواً تحدياً كبيراً. حيث يمنع الاتصال غير الكافي بالإنترنت لدى هذه البلدان الوصول إلى تطبيقات النطاق العريض الواعدة في مجالات التعليم والصحة والتمويل وغيرها من القطاعات فضلاً عن شبكات المعرفة العالمية والإقليمية.

وبما ان استخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح حق اساسي لكل فرد في المجتمع، هذا بالإضافة الى كونها اداة اساسية للتأثير والتغيير في المجتمعات ورفع درجات الوعي لدى جميع الفئات والتطلع لمستقبل أفضل على كافة الاصعدة"، "فان الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تدعم هذا التوجه بما في ذلك نسبة انتشار الانترنت والتي حققت نسبة مرموقة في المملكة.

وتماشيا مع رؤى جلاله الملك عبد الله الثاني المعظم قامت الهيئة بتوفير النفاذ الى الانترنت باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات ومجموعة متنوعة من وسائل النفاذ الى الانترنت، وخاصة خدمات الاتصالات المتنقلة ،وذلك من خلال توفير الترددات اللازمة لتقديم خدمات متطورة وحديثة وتبني معايير ومؤشرات أداء المرخصين بهدف حصول هؤلاء المرخصين على اعفاءات تمكنهم من تقديم الخدمات في كافة مناطق المملكة يستفيد منها الجميع وتضمن ديمومة الاستثمار في شبكات الخدمة الخلوية والانترنت الخلوية عالية السرعة وزيادة تغطية الشبكات لخدمة المناطق النائية وشمول الأشخاص غير المشمولين بالخدمة بالإضافة الى تذليل كافه العقبات امام انتشار شبكات الالياف  الضوئية وانشاء قاعدة بيانات مركزية حول المناطق الجغرافية المغطاة بشبكات الألياف الضوئية في مختلف مناطق المملكة .

ونتيجة للتغير السريع في سلوك واحتياجات الافراد نحو استخدام الانترنت، حرصت الهيئة على استقطاب الاستثمارات الخارجية للعمل في سوق الاتصالات الأردني بهدف تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين وقد أعلنت الهيئة عن نجاح التجربة التي أجرتها شركة سبيس اكس في إطلاق خدمات الانترنت الساتلية عن طريق الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة وتسجيل ارقام وسرعات عالية ، حيث تعد هذه التجربة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.

كما عملت الهيئة على متابعة المرخص لهم المعنيين في القطاع لتطبيق العلاجات التنظيمية اللازمة بهدف تسهيل النفاذ للمحتوى على الانترنت وانتشاره مما يعزز المنافسة في القطاع ويعمل على تخفيض أسعار الانترنت وزيادة القدرة الشرائية للمستهلك وبالتالي زيادة نسب انتشار الانترنت في المملكة.

والان وكما أسلفنا سابقاً وفي مناسبات عدة، فان التحضيرات التي بدأناها في الأردن بخصوص إطلاق خدمات الجيل الخامس أتت من قناعة أكيدة تولدت لدينا جميعاً بأن التطور في تقديم الخدمات المتنوعة للمواطنين كالخدمات الطبية والمالية والمصرفية والتعليمية وغيرها من الخدمات لا بد أن يدعمه تطور تكنولوجي قادر على النهوض بتلك الخدمات لينعم بالتالي المستفيد من تلك الخدمات من الحصول عليها ضمن اعلى المستويات وأفضل الأسعار.

وختاما لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أثني على المساهمات التي تبذل من قبل كافة شركائنا في سبيل خلق بيئة مواتية لزيادة قدرة الشبكات، وتحسين جودة الخدمات، وتطوير خدمات مبتكرة تتبع أفضل الممارسات العالمية بجودة عالية وأسعار مقبولة وفي متناول الجميع.